السبت، 5 ديسمبر 2009

لسنا هوليغانز

تنقل وفد من لجنة تنظيم كأس أمم إفريقيا المقبلة بأنغولا إلى عاصمة الأهرامات للاستفادة مما سمي بخبرة المصريين في تسيير الدورات الكروية بعد ''نجاح'' مونديال الشباب الذي جرى قبل شهرين. وتنقل وفد من وزارة الداخلية الأنغولية إلى القاهرة لدراسة كيفية التعامل مع الجماهير التي ستحط الرحال لمؤازرة منتخباتها في هذه الدورة، وقدمت وسائل الإعلام المصرية في تقريرها عن هذه الزيارة الأنغولية إلى أم الدنيا صورة قاتمة عن الجمهور الجزائري، وقالت بأن الأنغوليين يريدون معرفة ما حدث بين أنصار المنتخبين المصري والجزائري. والغريب أن المصريين استغلوا الفرصة لتسويد صورة أنصار الخضر، وقدموا نصائحهم للأنغوليين في كيفية التعامل مع الجزائريين الذين سيغزون لواندا بفضل رحلات الجوية الجزائرية، وذهب المصريون بعيدا عندما دعوا الأنغوليين للحيطة والحذر من الجزائريين الذين وصفوهعم بـ''الهوليغانز''، غير أن أبناء أم الدنيا نسوا بأن العلاقة الجزائرية-الأنغولية، علاقة وطيدة منذ الستينيات ولا يمكن النيل منها لإرضاء تجار الحقد في مصر، وأن السلطات الأنغولية -ومثلما فعلته السلطات السودانية- سهلت للجزائريين السفر إلى بلدها لحضور العرس الإفريقي، ومنحت الضوء الأخضر للسلطات الجزائرية لنقل ما شاءت من أنصار، ووافقت على إقامة ديار متنقلة للمناصرين، وهي مؤشرات كلها إيجابية توحي بأن الأنغوليين يعرفون جيدا الجزائريين ولا ينتظرون نصيحة من المصريين في هذا الشأن، لأن الجزائريين ليسوا هوليغانز ولا يحتاجون لتنسيق أمني بين بلدين لتطويقهم، ثم إن الأنصار الجزائريين الذين حضروا مباراة القاهرة كانوا ضحايا إهمال وتسيب الأمن المصري الذي لم يحميهم من الرشق بالحجارة واعتداءات المشاغبين المصريين في ظلمات الليل.
المصدر :عدلان حميدشي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن