الاثنين، 7 ديسمبر 2009

المصريون لا ينوون على الخير..

بالرغم من أن الجزائر التزمت بعدم الرد على الحملة الإعلامية المصرية، التي قادتها أسماء سياسية و إعلامية بارزة، كما لم تستدعي سفيرها بالقاهرة، و تجنبت التعامل بالمثل، خاصة بعد استدعاء مصر لسفيرها بالجزائر، و التصعيد الذي عرفته الساحة الإعلامية، الرياضية و الدبلوماسية و السياسية بين البلدين، قبل، خلال و بعد المباراة الفاصلة بأم درمان بالسودان، إلا أن مصر تواصل هجومها بنفس اللهجة، و لازالت على قراراتها المطالبة بالاعتذار و التعويض على ما تسميه بالأضرار المادية و المعنوية لرعاياها بالجزائر.
و في الوقت الذي أبدت فيه السلطات الجزائرية نية طي صفحة الخلافات، و استئصال الأزمة الدبلوماسية التي كانت تشك على الوقوع، شارك وزير الطاقة و المناجم، شكيب خليل، بحر الأسبوع الفارط، في أشغال "أوباك"، بالقاهرة، و أعلن على ميلاد شركة مختلطة جزائرية مصرية مختصة في التنقيب عن النفط، لا زالت مصر متمسكة بموقفها المعادي للجزائر، حيث أكد وزير الدولة المكلف بالشؤون القانونية و المجالس النيابية، مفيد شهاب، بأن "السفير المصري لن يعود للجزائر، إلا بشرط الاعتذار و التعويض عن الخسائر التي لحقت المصريين من مصالح و أفراد".
و واصل وزير الدولة المصري، حديثه بلهجة حادة، حسب ما أورته اليوم 7 ديسمبر، جريدة الشروق المصرية، قائلا "مصر قدمت ملفا تفصيليا عن أحداث المباراة لاتحاد الفيفا، الذي سيصدر قراره قريبا، و أن الحكومة أعدت كذلك ملفا شاملا بحجم الخسائر، التي لحقت بالمصريين و المصالح المصرية في الجزائر، و ستطالب بالتعويض الكامل عنها بمختلف الوسائل القانونية، من خلال القنوات الدبلوماسية و القضائية".
فعندما نسمع مثل هذه التصريحات، و من مسؤول يحمل حقيبة دولة مكلف بالشؤون القانونية، نتيقن بأن مصر لا تنوي طي الصفحة، و هي عازمة على مواصلة حربها ضد كل ما هو جزائري، و بالرغم من أن كل وسائل الإعلام الدولية الثقيلة، تقارير محافظ الفيفا، و عدد من الإعلاميين المصرين المحايدين أكدوا بأن المنتخب الجزائري تعرض للاعتداء فور وصوله للقاهرة، إلا أن معالي وزير الدولة المصري متمسكا "بالأكذوبة التي فبركتها و صدقتها مصر"، و لا زال يوهم الشعب الفرعوني بأن الفيفا ستصدر عقوبات ضد الجزائر، و هم يشاهدون مثلهم مثل ملايين الأشخاص عبر المعمورة، الجزائر تشارك في نهائيات مونديال جنوب افريقية، و سمعوا كباقي سكان العالم تصريحات بلاتير و هو يؤكد على أن الخضر تأهلوا بجدارة إلى كأس العالم، و لا مجال للتشكيك في ذلك.
و بالمقابل، مهما أعبنا و وجهنا انتقادات إلى المسؤولين المصريين حول مواقفهم و تصريحاتهم، إلا أنه في حقيقة الأمر العيب ليس فيهم، بل العيب الأكبر في مسؤولينا نحن، لأنه أولا و قبل كل شيء، كان من الواجب أن يظهر أصحاب القرار في البلاد أكثر صرامة و جدية، خاصة أمام التصريحات اللاذعة التي داست رموز الدولة، علمها، نشيدها الوطني، أمواتها و أحيائها، و لأن الأمر لم يكن يتعلق بنقد فيلم أو أغنية أو كتاب لم يفهموا لهجته أو معناه، بل الموضوع جد خطير، و من غير المعقول أن يقول بشأنها أحمد أويحيى "عدم الرد على الحملة الإعلامية المصرية كان أقوى".
هنا، يجب أن يعامل هؤلاء و أمثال المصريين، بطريقة صارمة و جدية، يفهمون من خلالها بأن الأمر يتعلق بدولة قوية و ليس دولة يستهان بها و بشأن تاريخها، و ليس هي من يحرق علمها الوطني على المباشر و عبر القنوات الفضائية، و ليست هي من يوصف فيها مليون و نصف مليون شهيد باللقطاء، إذن كان من الواجب و المسؤولية على وزراء أحمد أويحيى و رئيسهم، أن يضعوا النقاط على الحروف للمصريين، قبل أن يرسلوا بوزيرهم لطاقة و المناجم، حتى يقول هؤلاء بأن الحكومة الجزائرية "تشيت" خوفا من نفوذ و قوة الفراعنة، و ليصل الأمر إلى درجة التشكيك في سيادة الجزائر، فهل صحيح ما يدعيه المصريين؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن