الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

رهان وقح

إن كان سيدنا إبراهيم، عليه السلام، قد صدق الرؤيا لما رأى في المنام أنه يذبح ابنه سيدنا إسماعيل، عليه السلام، فإن الرئيس المصري لم يصدق الرؤيا لما رأى ابنه رئيسا. وإن كان الله عز وجل قد نجّى إبراهيم من البلاء العظيم وفداه بذبح عظيم، فليس للرئيس المصري من يفديه وينجيه.
فإن اختيار الجزائر كمادة امتحان لاستعراض عظلات ابنه المدلل، فبهذا الاختيار يكون قد دفع بابنه للانتحار، وكما يقال بالعامية الجزائرية ''كلا ضروسو''. إننا حاولنا فهم التصريحات والتصرفات اللامسؤولة واللاأخلاقية لجميع شرائح الشعب المصري بمختلف طبقاته، فلم نجد لها سببا جديا، والعيب يكون أعظم إذا كان كل هذا بسبب مقابلة كرة قدم.
إن الصور التلفزيونية والتصريحات التي تبث عبر جميع وسائل الإعلام المصرية، لا يمكن أن يصدقها عاقل، ومن غير المعقول أن تكون وقحة ورديئة في آن واحد. كنت أظن وعلى الأقل أن مصر تترك بعضا ممن يسمّوهم بالطبقة المثقفة والمتعلمة جانبا، لاستغلالها واستعمالها مستقبلا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إن كان في ذلك إمكانية، وأما تكون كل القوة المصرية كافرة وناكرة وفاقدة للذاكرة على الأقل للجزائريين الذين لقوا حتفهم على أرض مصر ومن أجل مصر، فهذا لا يوجد له تفسير عقلاني، إلا القول إن الشعب المصري ضحية مناورة ومدبّريها الطبقة النافذة والمثقفة، والتي أدخلت الشعب المصري قاعة الإنعاش بعد تخديره وتحضيره لعملية جراحية قيصرية، الله وحده يعلم عقباها.
وأخيرا وفي انتظار خروج مصر من قاعة الإنعاش، فإننا نحيي الرجل المصري الذي -وكما يقال بالعامية الجزائرية- يكون عنده وجه ويقابل به ويتجرّأ على الاعتذار للجزائر.
المصدر :عبد الغني بوحضرة: محام

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن