الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

كل شيء حدث في عشرين ثانية وباب الفندق حلقة هامة

يعود الياس فيلالي، المناصر الذي كان حاضرا بفندق ''الخضر'' بالقاهرة، إلى تلك الليلة المشؤومة، ليروي بالتفصيل ما حدث. وكيف كان أول من أعلن على موقع ''اليوتوب'' عن حادثة الاعتداء على لاعبي الفريق الوطني.
قبل الخوض في هذه التفاصيل، سألنا الياس فيلالي، عن الكيفية التي استطاع بها أن يحجز غرفة بالفندق الذي أقام فيه ''الخضر''، فكان رده عاكسا لفطنة الجزائريين وقدرتهم على تجاوز كل العقبات، حيث قال ''لما علمت بالفندق الذي سينزل فيه رفاق حليش، اتصلت ببعض الشركات ببريطانيا، حيث كنت أقيم، واستطعت عبر إحداها والتي سبق لها أن تعاملت مع هذا الفندق من حجز غرفة، وشددت على أن تكون مطلة على مدخل الفندق''. لماذا؟ هنا يقول ''تنقلي إلى القاهرة، كان طبعا لمناصرة المنتخب الوطني، لكن أيضا لمتابعة كل صغيرة وكبيرة هناك، فبعد الحرب الإعلامية والأجواء المشحونة تيقنت أن شيئا ما سيحدث''.
ويواصل محدثنا ''وصلت إلى القاهرة ثلاثة أيام قبل المنتخب الوطني. الأمور كانت عادية، ويوم وصول البعثة الجزائرية، كنت أود التنقل لاستقبالهم في المطار، غير أن انشغالي بالحصول على تذكرة الدخول إلى الملعب منعني من ذلك، فهرولت بعدها إلى الفندق لأكون حاضرا عند وصولهم''.
باب الفندق.. عامل هام في المؤامرة
''قمت بتنصيب الكاميرا، على النافذة التي تطل على مدخل الفندق، ولحظات قبل وصول الحافلة بدأت أشاهد تحركات غريبة لشباب أمام مدخل النزل، فتأكدت أنني لم أخطئ في شكوكي، وتحولت الشكوك إلى مخاوف، لما شاهدت حافلة الفريق الوطني تحاول المرور وسط المئات من الأنصار المصريين المشحونين، وكانت الحافلة قد تعرضت لرشق بالحجارة في عدة نقاط، غير أن العدد الكبير من الحجارة تلقته أمام مدخل الفندق. ففي المدخل هناك باب الفندق المشكل من حاجز حديدي يستغرق فتحه حوالي 20 ثانية، ولم يتم تشغيله إلا عند وصول الحافلة، مما جعلها طيلة هذه الفترة عرضة للحجارة، وهو ما أظهره التسجيل الذي حملته على اليوتوب''.
بعد الانتهاء من تسجيل الاعتداء بالقرب من الفندق، هرول الياس فيلالي لبهو الفندق ''بسرعة البرق أخذت الكاميرا المنصبة على النافذة، وهرولت إلى البهو أين تزامن وصولي مع ركن الحافلة، التي خرج منها صايفي في حالة غضب. ووجد المؤطرين صعوبة في إدخال كافة اللاعبين إلى الفندق. وما لفت انتباهي هو الصمت الذي التزمه رجال الأمن المصري. وهنا أيضا ظهر روراوة بوجه مغاير عن الذي نعرفه عنه، حيث كان يصرخ في كل مكان في وجه المصريين وبكلمات شديدة اللهجة، مما منح الكثير من الأمان للاعبين''.
المصريون أرادوا حجز آلات التصوير
''بعدها بدأت تحركات رجال الأمن المصريين من أجل حجز آلات التصوير، لتبقى الحادثة مجرد كلام، فقام أعضاء ''الفاف'' بإخفاء مصور ''كنال بلوس''، وأمام خوفي من أن تحجز آلة تصويري التي كان بها التسجيل الفاضح للمؤامرة، قمت بنزع شريحة الآلة التي بها الصور والتسجيل وقدمته لمسؤولي البعثة''.
وبعد صعود اللاعبين إلى الطابق الرابع، اجتمع الكل هناك أين بدأ الطبيب في معاينة المصابين، بينما اتجهت لحظتها إلى غرفتي وقمت بتسجيل أعلنت فيه عن حادثة الاعتداء وفي ظرف وجيز بلغ عدد المتصفحين للتسجيل الآلاف. ولما عدت للقاعة التي كان فيها أعضاء البعثة، لاحظت أن الرسميين شرعوا في إبلاغ السلطات المركزية بالجزائرية بما حدث''. و''قمت بعد استرجاع الشريحة ببث التسجيل كاملا، والذي كان له صدى كبير''.
ليواصل ''بعد أن هدأت الأمور نوعا ما، طالب المدرب الوطني جميع اللاعبين بالالتحاق بغرفهم، قبل الالتحاق بحصة استرخائية في حديقة الفندق، وبعد تناول وجبة العشاء، بدأت المرحلة الثانية من المهزلة المصرية، بإحياء ثلاثة أعراس دفعة واحدة، أحدهم في حديقة النزل تحت نوافذ اللاعبين، واثنان بداخل الفندق، ليأتي الفصل الثالث بحادثة منبهات السيارات التي استمرت إلى غاية الساعة الثانية صباحا، وهنا يجب التذكير أن سيارات الشرطة المصرية ساهمت بإطلاق أجراس المركبات''.
استفزازات للأنصار الجزائريين
دخل الياس فيلالي يوم المباراة، الجناح المخصص لأنصار ''الخضر'' أين التقط صورا رائعة ''الصور التي صنعها أنصار المنتخب الوطني رغم قلتهم مقارنة بالمصريين كانت رائعة، ويمكن القول وبدون شوفينية إن جزائريا واحدا يساوي عشرة من المصريين، حيث تعالت حناجرنا ودوت بملعب الرعب. وأمام هذا تدخل رجال شرطة مصريين بالزي المدني لاستفزاز الجزائريين، فطلبوا منا الجلوس، أمر محير في ملعب كرة قدم، غير أن فطنة بعض الأنصار حالت دون ذلك حيث طلبوا من الشباب عدم الرد على هذا الاستفزاز''.
''الليزر'' علامة مصرية مسجلة
إلى جانب الصور الجميلة الملتقطة للأنصار، سمحت الكاميرا ذات المواصفات الجيدة، التي كانت بحوزة الياس فيلالي، مكنت من تصوير أصحابها الذين كانوا مندسين وسط الأنصار المصريين في عدة مواقع بالملعب، ويقول في هذا الشأن ''قبل بداية المباراة وجهوها صوبنا لاسنفزازنا، ثم قاموا بتوجيهها صوب الحارس فواوي، لكن بصفة ذكية حتى لا تثير انتباه الرسميين وخاصة الحكم''.
الياس فيلالي، بحوزته ساعات من التسجيل، قام بتسليمها لمسؤولي ''الفاف'' منذ أيام، حضوره وما قام بالاستعانة بالأنترنت وبالتحديد موقع ''اليوتوب'' كان عاملا أساسيا في المعركة الإعلامية التي كسبتها الجزائر رغم أنف عمرو أديب ومن والاه، وعشرات القنوات المصرية، التي هزمتها كاميرا لا يتعدى حجمها حجم علبة سجائر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن