إليكم يا فناني مصر

 أكثر ما شد انتباهي وأغاظني ذلك التباهي الشديد بالسينما المصرية والافتخار بما ليس أهلا للافتخار.. ففيما يخص السينما وما تفتخرون به فمعظم الإنتاج السينمائي المصري (وأنا متابع جيد) لا يعدو أن يكون تكرارا لروايات وأفلام أمريكية وعليها مسحة مصرية لمراعاة الأذواق تماما كبوليود في الهند. فعلى رغم سعة الإنتاج وكثرته، فإنه يفتقد للقيمة الفنية لتبدو مسخا غريبا ولا أدري لم اجمع جل المخرجين السينمائيين في مصر على وضع المشاهد الجنسية أو الإيحاء بها وحتى في الحوار في كل عمل سينمائي وكأنه ضرورة وحتمية في نظرهم.
والأغرب من ذلك تصوير الهيجان والجوع الجنسي للجماهير المصرية وهي تتجمع لرؤية امرأة، كما في فيلم (محامي خلع) وأفلام عادل إمام (كالتجربة الدانمركية) هذا الأخير الذي لو اتبعتم أغلب أفلامه لوجدتموها مسخا معادا لأفلام مغمورة في هوليود في قالب مصري. ومع ذلك لا أنكر قدرته وحس الفكاهة عنده.
والأدهى والأمر من ذلك كله هو الظاهرة الغريبة التي كثرت في الآونة الأخيرة.
وهي الإشارة للمثلية الجنسية والإيحاء إليها كأمر مضحك تقليدا لكثير من مسلسلات الفكاهة الأمريكية وأبرزها (freinds). وهذا الإيحاء في الحقيقة ليس بريئا لأنه يجعل المتلقي مع التكرار يرى الشذوذ أمرا عاديا مع انه منكر.
فإذا كانت الجزائر واقعة في شبه المعدوم في السينما والتلفزيون مقارنة بمصر، فإن هذه الأخيرة واقعة في شبه الشاذ المحظور للثقافة والحضارة.
فرغم أنها كسرت الطابوهات ولازالت تطالب بالمزيد، فإن هذا وإن كنتم تحسبونه تطورا، فإنه مجرد جلب لأنظار المشاهدين لمشاهدة إيحاءات الجنس الذي هو أكثر تأثيرا في المتلقي من الجنس في حد ذاته. وإذا كان ضرورة بشرية فانه كفاية ثقافية ولا ضرورة لاستعماله جذبا للجماهير بحجة معالجة الواقع وكشف المستور... وقال أشرف زكي نقيب الممثلين المصريين عن الجزائر إنها لا تمتلك ما تمتلكه مصر من فنانات وممثلين.
وإن كنت أتحرج من ذكر أغلب فناناتكم لكي لا أخرج عن الذوق العام في هذا النقد، فإني أقول عن مشاهير فنانيكم الذكور إنهم كبار في مصر فقط وليس خارجها حتى أشهر الكوميديين (محمد سعد) باعتراف نقادكم (مجموعة ايفهات) أي مجمعة نكت، وحتى عمر شريف الذي تفتخرون به وباعترافه هو أن ما تستعمله هوليوود إلا لتبيين الشخص العربي في القصة نظرا لبشرته ولكنته. فأرجوكم إذا كان بيتكم من زجاج فلا ترمونا بالحجارة.
أحمد فلاق بوجلطية -الشلف