الأحد، 3 يناير 2010

شركة بوما ونظرية الجمعيات الخيرية

شركة بوما أصبحت تتعامل مع المنتخبات الإفريقية كأنها جمعيات خيرية  
التصميم الجديد لقميص المنتخب الجزائري كارثة فنية بكل المقاييس

 
مازالت شركة " بوما " للألبسة الرياضية تتعامل مع المنتخبات الإفريقية مثلما تتعامل مع الجمعيات الخيرية التي تقدم لها اللوازم الرياضية بالمجان، ويبدو أن مسؤولي هذه الشركة لم يفهموا لحد الآن أن فوائدهم في تمويل كبار القارة السمراء أكبر بكثير من فوائد هذه المنتخبات التي ستضطر مرة أخرى لارتداء أطقم بتصميم موحد مع اختلاف الألوان فقط خلال العرس الإفريقي الذي سيقام في أنغولا مطلع الشهر القادم .
تصميم مخيب للآمال في غياب رموز الجزائر
 
الظاهر أن التصميم الجميل لقميص المنتخب الوطني سنة 82 لن يعود مجددا ولن نحلم بتصاميم أخرى أكثر جمالا رغم أن الخضر متعاقدون مع إحدى أكبر الشركات العالمية  المتخصصة في صناعة اللوازم الرياضية " بوما "، حيث أصرت هذه الأخيرة على تطبيق أفكارها خلال التصميم الجديد لقميص المنتخب الوطني، والذي يفتقد حسب المختصين لكل خصوصيات الخضر ( عدم استعمال الألوان الثلاثة للعلم الوطني في الزي الرئيسي الأبيض، غياب رمز النجمة والهلال، غياب اسم الجزائر )، والأكثر غرابة من كل هذا أن الزي الثاني الأخضر للفريق الوطني يحتوي على خطوط عمودية لم يفهم أحد علاقتها بالجزائر أو بالعلم الجزائري، أما رمز الفنك الذي تراهن عليه شركة "بوما" لإعطاء الخصوصية اللازمة لقميص الخضر فإنه لا يظهر بشكل واضح، حتى أن غير الجزائريين لن يستطيعوا التعرف على الفنك الموجود في الكتف الأيمن للقميص .
 
قميص الجزائر نسخة طبق الأصل لقميص تونس، السينغال وغانا
 
الأسوأ من كل هذا أن قميص المنتخب الجزائري الجديد ( لونه أبيض ) يعتبر نسخة طبق الأصل لقميص المنتخب التونسي، والسينغالي وحتى الغاني، مع اختلاف بسيط في الرسومات الموجودة على الكتف، إذا أن تونس استفادت من صورة النسر والسينغال من صورة الأسد، وغانا من صورة النجمة، لكن أحد أكبر عيوب هذا القميص أن الصور الموجودة على الكتف غير واضحة، ولا يمكن لأي شخص التفريق بين هذه الصور إلا من مسافة قريبة جدا، وهو ما سيعطي الانطباع أن قمصان المنتخبات الأربعة المذكورة متشابهة إلى حد بعيد ولا يمكن التفريق بينها إلا بصعوبة كبيرة، كما تجدر الإشارة أن الزي الثاني للمنتخب الجزائري ( لونه أخضر ) مشابه تماما للزي المصري والكاميروني مع اختلاف الألوان فقط .
 
روراوة وسعدان لم يقتنعا بالتصميم ويطالبان بتغييره مباشرة بعد "الكان"
 
وبما أن الوقت لا يسمح تماما بتغيير تصميم القميص قبل انطلاق نهائيات كاس إفريقيا 2010 بأنغولا، فإن الناخب الوطني رابح سعدان بمباركة من روراوة وجل الطاقم الإداري للمنتخب الجزائري قدموا ملاحظات كثيرة لمسؤولي شركة " بوما " مطالبين إياها بتغيير تصميم القميص مباشرة بعد نهاية كاس إفريقيا، وذلك حسب بنود العقد المبرم بين الطرفين في الأشهر القليلة الماضية، والذي يقضي بإعادة تصميم أطقم المنتخب الوطني في حال عدم نيلها رضا الطرف الجزائري، كما أن نفس العقد ينص على تقديم اقتراحات كثيرة من شركة " بوما "، وليس فرض تصميمين فقط على كل منتخبات القارة والاعتماد فقط على تغيير الألوان .
 
طلبات الكاميرون، أنغولا وكوت ديفوار أوامر .. وتجاهل لأفكار الجزائر
 
ما لا يعلمه الكثيرون أن شركة " بوما " استجابت لمقترحات الاتحادية الكاميرونية، والأنغولية والإيفوارية، وسمحت لنفسها بإحداث تغييرات نوعية وهامة على قمصان هذه المنتخبات، فالمنتخب الانغولي أصر على الاحتفاظ بالمربعين الموجودين في صدر القميص، ورفض تصميم الخطوط العمودية، بينما فرضت الاتحادية الكاميرونية وهي المدلل رقم واحد لشركة بوما في إفريقيا، فرضت آراءها على الجميع، واضطر المصممون إلى إعادة صياغة الزي الثاني للأسود الجموحة، في حين أن مسؤولي الاتحادية الايفوارية قدموا التصميم الثاني لزي منتخبهم، وقد قبلته " بوما " دون نقاش، لكن من جهة أخرى اكتفى مسؤولو " بوما " بالاستماع فقط لأفكار الطرف الجزائري دون تطبيقها .
  
الجماهير التونسية سخرت من شركة " بوما " والجماهير المصرية استغربت اللون البني
فور طرح التصميم الجديد لقميص شركة " بوما" الخاص بكاس إفريقيا القادمة، انتقدت الجماهير التونسية بشكل حاد هذا التصميم، ووصفته بالضعيف، وغير المتماشي مع موضة الألبسة الرياضية العالمية، كما سخرت من مصممي هذه الشركة الذين يتطلعون لمنافسة الشركتين الرائدتين " أديداس " و" نايك "، أما الجماهير المصرية فقد استغربت كثيرا اللون الرمادي الذي يسيطر على ألوان الزي الثاني للفراعنة، وتساءلت نفس الجماهير عن جدوى اختيار هذا اللون رغم عدم وجوده ضمن ألوان العلم المصري، ولم يسبق لأي منتخب مصري عبر التاريخ اللعب بهذا اللون الغريب، مع العلم أن الاتحادية المصرية لكرة القدم، طلبت من شركة " بوما " إظهار رمز أبو الهول الموجود على الكتف بلون مخالف للون الأحمر، وهو ما تم فعلا، إذ يعتبر رمز أبو الهول من أكثر الرموز وضوحا بين أقمصة كل المنتخبات رفقة رمز الفيل للمنتخب الايفواري .
 
تصاميم بوما التي تعرضها على فينورد، شتوتغارت ولازيو أحسن بكثير من تصاميم منتخبات إفريقيا
العجيب والمؤسف في الأمر أن شركة " بوما " التي تمول عدة أندية أوروبية معروفة مثل فينورد الهولندي وشتوتغارت الألماني ولازيو الايطالي تبدع في تقديم تصاميم رائعة لهذه الأندية، ولم يحدث يوما أن قامت بتوحيد تصميمات الأندية مثلما تفعل في القارة الإفريقية، وهو بالفعل دليل يؤكد عدم تقدير هذه الشركة لزبائنها الأفارقة مقارنة بالأوروبيين، رغم أن بعض المنتخبات الإفريقية ستشارك في كاس العالم، وستستفيد هذه الشركة من إشهار واسع النطاق .
 
 
نايك تقترح 6 تصميمات لكل منتخب .. وبوما تفرض تصميمين على 9 منتخبات
مقارنة شركة بوما الألمانية مع شقيقتها أديداس أو نظيرتهما الأمريكية نايك يعطي صورة واضحة عن الفرق الكبير الذي تتعامل به هذه الشركات مع المنتخبات التي تمولها، فعلى سبيل المثال تقترح شركة نايك كل عام ستة أطقم على منتخباتها، ليختار مسؤولو هذه المنتخبات طاقمين فقط، الأول لارتدائه داخل الديار والثاني خارج الديار، أما شركة بوما فنجدها تقترح تصميمين أو بالأحرى تفرض تصميمين فقط على تسعة منتخبات إفريقية ستلعب بشعار هذه الشركة في كاس إفريقيا 2010 بأنغولا، مع العلم أنها لا تفرض أبدا تصاميمها على المنتخب الايطالي الذي يحظى بعناية خاصة من مسؤولي بوما .
 
نيجيريا تهدد أديداس بفسخ العقد قبل المونديال لنفس السبب .. فماذا ستفعل الجزائر ؟؟؟
رغم أن شركة أديداس تقدم تصاميم رائعة للمنتخبات الكبيرة التي تمولها على غرار فرنسا وألمانيا، إلا أن نيجيريا أبدت امتعاضا شديدا من هذه الشركة بسبب ما وصفته بالتصميم الأخير الرديء لقميص النسور الخضراء، حيث طلبت الاتحادية النيجيرية من مسؤولي شركة أديداس إعادة تصميم قميص جديد قبل انطلاق كاس العالم، ولم يستح المسؤولون في نيجيريا من تهديد هذه الشركة علانية بفسخ العقد قبل انطلاق المونديال في حال فشلها في تقديم تصميم راقي يتناسب مع منافسة بحجم كاس العالم، لذا من حقنا التساؤل بأي مظهر سيظهر المنتخب الجزائري في هذه المنافسة، رغم أننا نعترف أن المردود أهم بكثير من الشكل . 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن