الخميس، 4 فبراير 2010

مصر الكبيرة.. والجزائر الصغيرة!

المصريون مشتاقون إلى فرحة ليشتموا من خلالها الجزائر، وقد وجدوها في الفوز بكأس إفريقيا.. فقد عاد جمال مبارك وأخوه من لواندا عودة الأبطال من أجل الفوز بوراثة أبيه! وهي العودة التي كانت مرتبة في لقاء القاهرة.. وأجهضت ثم رتبت في الخرطوم وأجهضت! وها هي تنجح أخيرا هذه المرة!
المصريون حوّلوا موضوع كأس إفريقيا إلى نصر على الجزائر وعلى إفريقيا والعالم كله، ومعه العرب والمسلمون.. وتحولوا بالكرة إلى قوة إقليمية وعالمية ستكون عضوة في مجلس الأمن، وقالوا في قناة نايل سبورت إنهم ثأروا من الجزائر وتحولوا بهذا الثأر إلى قوة إقليمية لها وزنها! وأنهم حققوا أرقاما قياسية لن يحوز الزمان مثلها لغيرهم في الماضي أو المستقبل! ونسي هؤلاء المساكين أن الكرة لا تصنع الدول العظمى.. وإلا كانت البرازيل أحق بالعضوية في مجلس الأمن من أمريكا أو روسيا أو فرنسا؟!
وبماذا ثأرتم من الجزائر يا مساكين.. لاعبناكم أربع مقابلات فزنا فيها باثنتين وفزتم أنتم باثنتين.. أقصيتمونا من كأس إفريقيا.. وأقصيناكم من كأس العالم! فمن هو الفائز الحقيقي؟! ولكن العقل المصري الذي يخلط بين الكرة وتوريث الحكم هو هكذا!
شيء واحد نعترف لكم به هو أنه لديكم أرقام قياسية في الكرة الإفريقية وفي الكذب على الشعب المصري! وعندكم الأرقام القياسية أيضا في الهزائم الحربية عبر التاريخ كله.. فأنتم الدولة الوحيدة في التاريخ البشري التي تنهزم 5 مرات في ظرف 20 سنة! فهذا رقم قياسي أيضا كان من الواجب التحدث عنه! وأن تهزم هذه الدولة الكبيرة من طرف عصابة! أو هكذا قالوا عن إسرائيل التي هزمتهم 5 مرات! وعندما تهزم دولة كبيرة من طرف عصابة فلكم أن تتصوروا قيمة هذه الدولة الكبيرة!

شخص اسمه حجازي جمع في استديو ”نايل سبورت” مجموعة من جواري جمال مبارك يسمونهم فنانات! ومجموعة من ”سراديك الهند” يسمونهم فنانين! وراح يطلب منهم الرد على الجزائر! فقال أحدهم وهو يتمايل كديك الهند فيما يشبه الرقص ”مصر كبيرة لا ترد على الأولاد الصغار!” وهنا عادت بي الذاكرة إلى أيام بومدين وهو يوقع الشيك على بياض ويرسل مجاهدي الجزائر للدفاع عن هذه ”الدولة الكبيرة” التي أهانتها ”عصابة”! وتحولت الآن إلى ”زبالة” كبيرة أكرمكم الله، ترى الجزائر صغيرة!

حجازي هذا كان بين الجنود الذين نزع لهم موشي ديان ويهود براك سراويلهم في سيناء سنة 1967 وهبت الجزائر الصغيرة لنجدتهم.. هذا الذي يقول عن الجزائر إن مصر الكبيرة حررتها! ونسي هذا المسكين أن مصر الكبيرة ”حصلت” في عصابة اليهود وفي جياع اليمن في الستينيات.. فكيف تحرر الجزائر من فرنسا ثالث قوة في العالم!

تأكد يا حجازي أنت وجواري جمال مبارك وديكة الهند الذين جمعتهم لشتم الجزائر أن الجزائر الصغيرة لن تترك جريمة الاعتداء على الفريق الوطني في القاهرة من طرف رجال مخابرات جمال مبارك دون عقاب.. حتى ولو قام جمال مبارك بتحقيق حلمه بأن يرث مصر عن أبيه كما يرث أبناء الباشاوات مزارع وادي النيل ببهائمها! لأنه حقق نصرا كبيرا في كرة القدم على الجزائر الصغيرة!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن