لا يزال الردح ولطْم الخدود وشق الجيوب مستمراً في القنوات المصرية، فآخر مشاهدة لي لإحدى هاته القنوات كانت منذ استضافت إحداها لمذيعة تسمى (ريهام) والتي تحدثت عن قيام الجزائريين بقتل ستة من السودانيين واستخدمت كل أساليب (الفهلوة والبلطجة) للالتفاف حول سؤال المذيع عن الدليل على مقتل السودانيين الستة وبذلت جهداً كبيراً لإقناع المشاهدين بأن الخرطوم كانت محتلة تماماً من الجزائريين الذين أينما ذهبت
تجدهم أمامك وخلفك وعن يمينك وشمالك!
أظهرت براعة (تمثيلية) عالية لم يستطع السفير المصري في الخرطوم عفيفي دحضها، من خلال مداخلته حين اتهمته وسفارته بالتقصير، بل إنها أكدت ما قاله كثيرون غيرها أن الشعب الجزائري كله عبارة عن إرهابيين وحكت عن تجربة شخصية لها في الجزائر التي قالت إنك لا تستطيع أن تسير في شوارعها بأمن في الليل ولا النهار.
أكاذيب وافتراءات ما أردتُ بذكر هذا النموذج منها إلا لأقول إنها حملة منظمة تحدث في عدد من القنوات، خاصة ضد الشعب الجزائري بأكمله، ناهيك عن الحكومة الجزائرية التي اعتُبرت العدو الأول للشعب المصري.. ولعل ذلك كله يستدعي سؤالا ملحا.
لمصلحة من يحدث ذلك؟ وهل من عاقل أخضع الأمر لحسابات الربح والخسارة؟ وهل كان الأمر يستدعي أن يعقد الرئيس مبارك اجتماعا طارئا لأركان دولته يضم مجلس الوزراء ورئيس هيئة أركان الجيش المصري ومدير المخابرات وهو ما لم يحدث إبان أكبر الأزمات التي تعرضت لها الأمة بما في ذلك مأساة غزة؟! نعم عُقد ذلك الاجتماع الكبير والذي أعقبه الرئيس مبارك بخطاب ضافح!!
حالة السعار المجنون بلغت درجة أن يدخل رئيس اتحاد المحامين العرب المصري الجنسية في الخط ويتحدث لإحدى القنوات الفضائية متجاهلاً ما يلقيه عليه منصبُه الرفيع من مسؤوليات نحو تمتين التضامن العربي وتجاوز الصغائر في سبيل رتق ما انفتق في علاقات مصر وكل من الجزائر والسودان، فقد تقيأ الرجل سماً زعافاً وأرغى وأزبد لدرجة أنه هدد بأنهم سيطالبون بطرد السفير الجزائري إذا لم تعتذر الحكومة الجزائرية، في وقت يجلس فيه السفير الإسرائيلي في مكتبه الوثير في قاهرة المعز معزَّزاً مكرَّماً يتفرج بربكم هل من مهزلة أكبر من ذلك؟!
أعود للسؤال: ما الذي تريده مصر من معركة في غير معترك لم يُصب فيها أيٌّ من مواطنيها بأذى وهل يقتصر الأمر على صرف أنظار الشعب المصري عن فقدان المونديال وعلى شغله عن حالة الإحباط وخيبة الأمل، أم أن هناك أهدافاً أخرى أخطر بكثير؟!
في ظني ـ والله أعلم ـ أن مصر في إطار سياسة الانكفاء نحو الداخل التي بدأت منذ كامب ديفيد وتصاعدت في تواطئها مع العدو الصهيوني إبان محنة غزة وغيرها تهدف إلى جر الشعب المصري كله نحو الخروج من العالم العربي إلى الخاص المصري، بحيث يتناغم الموقفان الرسمي والشعبي ولا تواجه حالة التذمر والرفض لسياستها المتحالفة مع إسرائيل وأمريكا ولعلها المرة الأولى التي أسمع فيها مذيعين يوجهون النقاش باتجاه (نحن مصريون ولسنا عرباً)
لذلك كله نستطيع أن نفهم كيف تحولت إيران وحزب الله وحماس إلى أعداء استراتيجيين لمصر بدلاً من إسرائيل وكيف تشتعل المعركة اليوم مع الجزائر بسبب مباراة في كرة القدم وليس مع إسرائيل وهي تدك غزة وتسعى لاحتلال الأقصى مسرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومنطلَق معراجه لا أستبعد والله أن تُزال كلمة (العربية) من اسم (جمهورية مصر العربية) أليس عجيباً بالله عليكم أن يزور شيمون بيريز رئيس الكيان الصهيوني مصر إبان احتدام الحملة على السودان والجزائر. كنت أتذكر حديث أنس بن مالك حين قال في زمن التابعين هل هو زمن قبض الله فيه معظم أهل العلم الشرفاء ليعلو الظالم ويظن أنه قادر على هذه الدنيا ؟
هل هو ذلك الزمان الذي فسق فيه الجاهلين فيدمر الله قراهم..
ربما يخرج سؤال أحدهم أنهلك وفينا الصالحون.. نعم إذا كثر الخبث كالذي يحدث في أعلام مصر. إن حال مصر يُبكي .. وحالة شعبها .. أعتبرها حالة مستعصية.. لكن لم يبق الكثير ليعرف كل من جعل من نفسه بوقا للشيطان بأنه سلك الطريق الخطأ وقد تورط وقد بدأ فعلا جبل الجليد بالانهيار بتسارع الفنانين والإعلاميين لتراجعهم عن شتم شعب الشهداء وتكذيبهم لما تم نشره سابقا وغدا سنشاهد الكثير ممن يعتذر، فقد ولى زمن الشتم وجاء زمن الاعتذار .. لكن لا بد أن يتأكدوا أننا لم نصغ لهم ولن نصغ لهم لأننا وببساطة مشغولون بالتحضير للمونديال.
المصدر :رشيد غرايبية (سوق اهراس)
تجدهم أمامك وخلفك وعن يمينك وشمالك!
أظهرت براعة (تمثيلية) عالية لم يستطع السفير المصري في الخرطوم عفيفي دحضها، من خلال مداخلته حين اتهمته وسفارته بالتقصير، بل إنها أكدت ما قاله كثيرون غيرها أن الشعب الجزائري كله عبارة عن إرهابيين وحكت عن تجربة شخصية لها في الجزائر التي قالت إنك لا تستطيع أن تسير في شوارعها بأمن في الليل ولا النهار.
أكاذيب وافتراءات ما أردتُ بذكر هذا النموذج منها إلا لأقول إنها حملة منظمة تحدث في عدد من القنوات، خاصة ضد الشعب الجزائري بأكمله، ناهيك عن الحكومة الجزائرية التي اعتُبرت العدو الأول للشعب المصري.. ولعل ذلك كله يستدعي سؤالا ملحا.
لمصلحة من يحدث ذلك؟ وهل من عاقل أخضع الأمر لحسابات الربح والخسارة؟ وهل كان الأمر يستدعي أن يعقد الرئيس مبارك اجتماعا طارئا لأركان دولته يضم مجلس الوزراء ورئيس هيئة أركان الجيش المصري ومدير المخابرات وهو ما لم يحدث إبان أكبر الأزمات التي تعرضت لها الأمة بما في ذلك مأساة غزة؟! نعم عُقد ذلك الاجتماع الكبير والذي أعقبه الرئيس مبارك بخطاب ضافح!!
حالة السعار المجنون بلغت درجة أن يدخل رئيس اتحاد المحامين العرب المصري الجنسية في الخط ويتحدث لإحدى القنوات الفضائية متجاهلاً ما يلقيه عليه منصبُه الرفيع من مسؤوليات نحو تمتين التضامن العربي وتجاوز الصغائر في سبيل رتق ما انفتق في علاقات مصر وكل من الجزائر والسودان، فقد تقيأ الرجل سماً زعافاً وأرغى وأزبد لدرجة أنه هدد بأنهم سيطالبون بطرد السفير الجزائري إذا لم تعتذر الحكومة الجزائرية، في وقت يجلس فيه السفير الإسرائيلي في مكتبه الوثير في قاهرة المعز معزَّزاً مكرَّماً يتفرج بربكم هل من مهزلة أكبر من ذلك؟!
أعود للسؤال: ما الذي تريده مصر من معركة في غير معترك لم يُصب فيها أيٌّ من مواطنيها بأذى وهل يقتصر الأمر على صرف أنظار الشعب المصري عن فقدان المونديال وعلى شغله عن حالة الإحباط وخيبة الأمل، أم أن هناك أهدافاً أخرى أخطر بكثير؟!
في ظني ـ والله أعلم ـ أن مصر في إطار سياسة الانكفاء نحو الداخل التي بدأت منذ كامب ديفيد وتصاعدت في تواطئها مع العدو الصهيوني إبان محنة غزة وغيرها تهدف إلى جر الشعب المصري كله نحو الخروج من العالم العربي إلى الخاص المصري، بحيث يتناغم الموقفان الرسمي والشعبي ولا تواجه حالة التذمر والرفض لسياستها المتحالفة مع إسرائيل وأمريكا ولعلها المرة الأولى التي أسمع فيها مذيعين يوجهون النقاش باتجاه (نحن مصريون ولسنا عرباً)
لذلك كله نستطيع أن نفهم كيف تحولت إيران وحزب الله وحماس إلى أعداء استراتيجيين لمصر بدلاً من إسرائيل وكيف تشتعل المعركة اليوم مع الجزائر بسبب مباراة في كرة القدم وليس مع إسرائيل وهي تدك غزة وتسعى لاحتلال الأقصى مسرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومنطلَق معراجه لا أستبعد والله أن تُزال كلمة (العربية) من اسم (جمهورية مصر العربية) أليس عجيباً بالله عليكم أن يزور شيمون بيريز رئيس الكيان الصهيوني مصر إبان احتدام الحملة على السودان والجزائر. كنت أتذكر حديث أنس بن مالك حين قال في زمن التابعين هل هو زمن قبض الله فيه معظم أهل العلم الشرفاء ليعلو الظالم ويظن أنه قادر على هذه الدنيا ؟
هل هو ذلك الزمان الذي فسق فيه الجاهلين فيدمر الله قراهم..
ربما يخرج سؤال أحدهم أنهلك وفينا الصالحون.. نعم إذا كثر الخبث كالذي يحدث في أعلام مصر. إن حال مصر يُبكي .. وحالة شعبها .. أعتبرها حالة مستعصية.. لكن لم يبق الكثير ليعرف كل من جعل من نفسه بوقا للشيطان بأنه سلك الطريق الخطأ وقد تورط وقد بدأ فعلا جبل الجليد بالانهيار بتسارع الفنانين والإعلاميين لتراجعهم عن شتم شعب الشهداء وتكذيبهم لما تم نشره سابقا وغدا سنشاهد الكثير ممن يعتذر، فقد ولى زمن الشتم وجاء زمن الاعتذار .. لكن لا بد أن يتأكدوا أننا لم نصغ لهم ولن نصغ لهم لأننا وببساطة مشغولون بالتحضير للمونديال.
المصدر :رشيد غرايبية (سوق اهراس)
0 التعليقات:
إرسال تعليق