السبت، 12 ديسمبر 2009

إلى إعلامي مصري .. هل انتصرنا؟

قرأت لك مقال ''هل انتصروا؟''، وأنا أقول لك أنه هل ترى أنه من المنطقي أن لاعبين محترفين في أوروبا يضربون أنفسهم وأن يقول الأحد إلى الآخر: ''اضربني هنا على رأسي'' والآخر ''اضربني هنا على جبهتي'' أهذا منطق؟ فلماذا لا تتشجعون وتقولوا أنه كان رد فعل على ما حصل لهم في قاهرة المعز؟
مقولة المعارض الجزائري يحيى أبو زكريا: ''لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقارن بين دولة المليون شهيد ودولة المليون راقصة''. ألم يقل عادل إمام عندكم: ''أن لو رحل كل واحد منكم من أجل أن جارته راقصة لبتم كلكم في الشارع''.
أنا لا أنكر أن فيكم شيوخا وعلماء أجلاء كبار، واسمحي أن أقول لك أنك أنت الأول لم تحترم علمائك. ففي مقالتك ساويت بين العالم والفنان (منهم الراقصة) في قولك لما عددت مشاهيركم ''.. والشيخ الغزالي وسعاد حسني وليلى مراد..'' اسمحي لي فإن سعاد حسني ومثيلاتها بعيدات كل البعد عن شيخنا الغزالي.
مصر، الحقيقة كنت أحبها وكنت أحب جميع المصريين... وهذا لجهلي، نعم لجهلي... لم أكن أعلم أن لديكم عقدة كبيرة من جهة العظمة، أقولها لك، أن العظيم هو الله والكبير هو الله... أما مصر والجزائر وتونس والمغرب والسعودية وسوريا وكل الأقطار العربية هي كلها في الأصل دولة واحدة... وأقسم بالله أنني أشمئز أشدّ الاشمئزاز لما أسمع ''مصر.. أم الدنيا''، ''مصر.. الشقيقة الكبرى''، ''مصر.. لا أدري''.
أسئلك بالله، أين هي مكانة العرب من العالم؟ أنحن الأسياد حتى تقول ''مصر... أم الدنيا''؟ أنحن في مكانة مشرّفة بين الأمم حتى تتباهى مصر بقيادة العرب؟ فذو العقل سيخجل على نفسه لو قال أنني أقود العرب.
كانت مصر هي السيدة لكن فقط في زمن عبودية المصريين من طرف الفراعنة لما كان الفراعنة فراعنة في الأرض.
لكن لما أغرقه الله، غرق هو وغرق ومعه جبروته وعظمته، العظمة التي أنتم تنادون بها اليوم وتسمّون أنفسكم الفراعنة.
أما والعرب وهم في ذيل الترتيب العالمي، صناعة، فلاحة، علما وحتى رياضة، فنرجو من المصريين أن ينظموا لإخوانهم العرب ولا يتباهوا بالهواء والريح.
وماذا قدمت مصر ''مبارك'' للقضية الفلسطينية؟ لا أتكلم عن جمال عبد الناصر رحمة الله عليه، فقد كان ناصرا لكلمة الله وكلمة العرب.
ماذا قدمت مصر أم الدنيا للقضية الفلسطينية؟ ماذا قدمت الشقيقة الكبرى لشقيقاتها الصغريات؟
ماذا قالت مصر مبارك لما قال وزير الخارجية الإسرائيلي أنه سيقنبل السد العالي؟ أليس السد العالي هو إنجاز لجمال عبد الناصر؟ لماذا لم ينهض الإعلام كما نهض مع الشقيقة الصغرى؟ لا يمكن إلا أن أسميها.. ''ولا بلاش'' سأتركها تكوي في قلبي..
لكن ما لا أستطيع أن أتركه عندي، أني كرهت مصر مبارك، وإن شاء الله يأتي جمال عبد الناصر آخر كي يحبّبني فيها.
قرأت في جريدتكم ''مهازل وجرائم ومجازر الجزائريين في الخرطوم''. مجازر؟ مجازر؟ هل استعملتم هذه الكلمة في مجازر غزة؟ ألم يسقط آلاف أشقائكم الصغار (هم في الحقيقة كبار، الله يرحمهم أجمعين، وإن شاء الله يفرج كربتهم جميعا، وكربتهم أكيد لن تأتي على يد مبارك لا الأب ولا الابن). واستطعتم استعمالها لما سقط صفر قتيل مصري وصفر جريح مصري.
شكرا يا أيتها الأخت الكبرى. شكرا. إذا كان الجزائريون ذهبوا فعلا لترويع المصريين ''الأشقاء الكبار'' أقولها ممزوجة بالمرارة والسخرية، ألم تتفطن المخابرات المصرية لهاته المؤامرة التي حيكت عليهم؟ ألم يكن لديهم فترة كافية لتأمين مواطنيها؟ ألستم أم الدنيا؟ لكن ما شاهدته هو أنكم فعلا أم الدنيا لكن في التمثيل. كتبت هذا لتفريغ ما في داخلي وأنا لا أدري أكتبته لمواطن من مصر الحرة أم لمواطن من مصر مبارك.
في الحقيقة لا يهمني إن كان رئيسكم هو مبارك الأب أم مبارك الابن، لكن ما يهمني أن لا تدخلوا شهداء الجزائر في متاهاتكم. على الأقل شهداء الجزائر لم تكن لهم الكلمة في مقابلة الخرطوم ومقابلة القاهرة ومقابلة البليدة، فرحمة الله عليهم لم يقولوا كلمتهم بل جسّدوها على أرض الجزائر بالرصاص، فكم هو صغير هذا الذي تكلم عن شهدائنا، ألم تعلم بأن هناك ثورتين تحريريتين كبيرتين في العالم بأسره ولا ثالثة لهماثورة الجزائر وثورة الفيتنام.
المصدر :عمر بوزيدي (تلمسان)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن