عندما تعري الرياح الصحراء، يستغرق الأمر قرونا وسنوات، حتى تنحت الطبيعة ملامح ''تمرّدها'' على الصخور...لكن الفضائيات المصرية، بل ''الفضائحيات'' عرت ''أم الدنيا'' في دقائق معدودات، ونزعت عن حضارتها كل تعاويذ التحنيط، وأفقدتها خصرها الذي أبهرت به العالم، لكنه انقلب عليها كمؤخرة ''الخنزير'' الذي أصبح فيروسه أشهر من الأهرامات وتمثال ''خوفو''.
اليوم وليس غدا، فضحت مصر عورتها للعالم العربي، وزحزحت عن مكانتها المزعومة ''المحورية''، كما تقول، من دون أن تحسب للأمر الحسبان. هذا ما يحدث عندما تمنح ''أم الدنيا'' لولديها ''العيّلان'' الضوء الأخضر لقطع الطريق أمام الجزائر وعرقلتها من الذهاب بعيدا في مونديال جنوب إفريقيا، الذي ستخوضه مع كل من الدول المحورية: إنجلترا والولايات المتحدة ولم لا سلوفينيا؟!
ترددت كثيرا في الكتابة عن ''الأزمة من غير لزمة''، كما تقول قناة ''الوادي سبورت''، بسبب الشعور بالعروبة والأخوة، لكن أن يمتد الأمر إلى إهانة بلد المليون ونصف المليون شهيد، فهذا ما لا يمكن السكوت عنه ولو كان من ''آل فرعون''...
كنت أشاطر ''المصاروة'' عندما يتخوفون بقولهم: ماذا سيحدث بعد نهاية المباراة؟.. ظنا مني أني كنت أخاف على ما يسمى ''العلاقات الدبلوماسية... أن تتمزق بضربة من عنتر يحيى باتجاه شباك الحضري.. لكني كنت مخطئا لأن ''خوفي'' هذا لم يكن في محله، وكان الأجدر أن أتحمس مثل أولئك الشباب الذين ضحوا بكل شيء من أجل السفر إلى الخرطوم لمناصرة ''الخضر'' وترهيب الفراعنة.
وكان يجب أن أردد قولهم ''سننتقم لدماء اللاعبين الذين أرهبوا بطوب يكسر الأهرام ورأس خوفوا فما بالك بشباب يافعين، لا يعرفون عن المصريين سوى هز الخصر وتصوير الفيديو كليبات فوق الفراش؟ كنا سننتقم بفنيات الكرة والتشجيع المدوي...
عصير الصعيد... ممنوع
اليوم لن أقول ماذا لو قطعنا علاقتنا مع مصر سياسيا؟، فهذه ''اللو'' خرجت عن نطاق الساسة والحكام، لأننا ومن دون سابق إنذار قاطعنا شرم الشيخ والأهرامات وعصائر الصعيد، وأفلام ليلى علوي والجدة ''يسرا''،.. لقد قاطعنا حتى ''عربسات'' فما الذي بقي من ''لو'' بعد كل هذا؟.
لم يبق من الأمر شيء سوى القول بأنه كان في وقت مضى دولة عربية تسمى ''مصر''، ولها أشقاء في كل القارات من الجزائريين الذين بهروا إنجلترا وأمريكا وسلوفينيا وفرنسا بذكائهم الخارق وإبداعهم الذي لم يحده أي حد لا من زمان ولا مكان.
كنت سأقول ''لو'' إذا ما استحى ''الغندوريون'' و''العمرويين''و''الشوبيريون'' ووضعوا على فمهم ما بقي من تحنيط نظامهم العجوز الفاسد... كنت سأقول لو عرف ''عمرو أديب'' حق نفسه فاستحى من والدته وزوجته وهو يخرج من فمه قذارة لا يتحمل رائحتها المصور في الأستوديو فما بالك بشاشات تلفزيوننا العملاقة؟.
اليوم والحمد لله أنه أعطانا ''شهامة'' و''نيفا'' لا يمكن أن يمرغ في رمال الصحراء التي ''بللها'' الصهاينة وكل أجناس العالم كلما وطأوا بأقدامهم أرض فيفي عبدو وهيفاء وهبي والكذاب المنافق، الذي يسمي نفسه مطربا ذاك ''محمد فؤاد''... لقد فهمت اليوم معنى ''محورية'' مصر، فهي الفاعل في تخدير النخوة العربية وزرع الخلافات بين الدول العربية الشقيقة، بالفعل هي محورية في حماية مصالح إيهود براك وأتباعه، وهي محورية أيضا لتمكين المستثمرين من نزع كل ''جنيه'' و''بقشيش'' من المصري ''الغلبان'' لتسديد نسب الفوائد لـ ''آل مبارك''.
اليوم وليس غدا كنت سأقول: ماذا لو أدارت مصر ظهرها للجزائر وفتحت معبر رفح وأسكتت كل العالم لتحيا فلسطين؟!
المصدر :زهير بن مختار (سكيكدة)
اليوم وليس غدا، فضحت مصر عورتها للعالم العربي، وزحزحت عن مكانتها المزعومة ''المحورية''، كما تقول، من دون أن تحسب للأمر الحسبان. هذا ما يحدث عندما تمنح ''أم الدنيا'' لولديها ''العيّلان'' الضوء الأخضر لقطع الطريق أمام الجزائر وعرقلتها من الذهاب بعيدا في مونديال جنوب إفريقيا، الذي ستخوضه مع كل من الدول المحورية: إنجلترا والولايات المتحدة ولم لا سلوفينيا؟!
ترددت كثيرا في الكتابة عن ''الأزمة من غير لزمة''، كما تقول قناة ''الوادي سبورت''، بسبب الشعور بالعروبة والأخوة، لكن أن يمتد الأمر إلى إهانة بلد المليون ونصف المليون شهيد، فهذا ما لا يمكن السكوت عنه ولو كان من ''آل فرعون''...
كنت أشاطر ''المصاروة'' عندما يتخوفون بقولهم: ماذا سيحدث بعد نهاية المباراة؟.. ظنا مني أني كنت أخاف على ما يسمى ''العلاقات الدبلوماسية... أن تتمزق بضربة من عنتر يحيى باتجاه شباك الحضري.. لكني كنت مخطئا لأن ''خوفي'' هذا لم يكن في محله، وكان الأجدر أن أتحمس مثل أولئك الشباب الذين ضحوا بكل شيء من أجل السفر إلى الخرطوم لمناصرة ''الخضر'' وترهيب الفراعنة.
وكان يجب أن أردد قولهم ''سننتقم لدماء اللاعبين الذين أرهبوا بطوب يكسر الأهرام ورأس خوفوا فما بالك بشباب يافعين، لا يعرفون عن المصريين سوى هز الخصر وتصوير الفيديو كليبات فوق الفراش؟ كنا سننتقم بفنيات الكرة والتشجيع المدوي...
عصير الصعيد... ممنوع
اليوم لن أقول ماذا لو قطعنا علاقتنا مع مصر سياسيا؟، فهذه ''اللو'' خرجت عن نطاق الساسة والحكام، لأننا ومن دون سابق إنذار قاطعنا شرم الشيخ والأهرامات وعصائر الصعيد، وأفلام ليلى علوي والجدة ''يسرا''،.. لقد قاطعنا حتى ''عربسات'' فما الذي بقي من ''لو'' بعد كل هذا؟.
لم يبق من الأمر شيء سوى القول بأنه كان في وقت مضى دولة عربية تسمى ''مصر''، ولها أشقاء في كل القارات من الجزائريين الذين بهروا إنجلترا وأمريكا وسلوفينيا وفرنسا بذكائهم الخارق وإبداعهم الذي لم يحده أي حد لا من زمان ولا مكان.
كنت سأقول ''لو'' إذا ما استحى ''الغندوريون'' و''العمرويين''و''الشوبيريون'' ووضعوا على فمهم ما بقي من تحنيط نظامهم العجوز الفاسد... كنت سأقول لو عرف ''عمرو أديب'' حق نفسه فاستحى من والدته وزوجته وهو يخرج من فمه قذارة لا يتحمل رائحتها المصور في الأستوديو فما بالك بشاشات تلفزيوننا العملاقة؟.
اليوم والحمد لله أنه أعطانا ''شهامة'' و''نيفا'' لا يمكن أن يمرغ في رمال الصحراء التي ''بللها'' الصهاينة وكل أجناس العالم كلما وطأوا بأقدامهم أرض فيفي عبدو وهيفاء وهبي والكذاب المنافق، الذي يسمي نفسه مطربا ذاك ''محمد فؤاد''... لقد فهمت اليوم معنى ''محورية'' مصر، فهي الفاعل في تخدير النخوة العربية وزرع الخلافات بين الدول العربية الشقيقة، بالفعل هي محورية في حماية مصالح إيهود براك وأتباعه، وهي محورية أيضا لتمكين المستثمرين من نزع كل ''جنيه'' و''بقشيش'' من المصري ''الغلبان'' لتسديد نسب الفوائد لـ ''آل مبارك''.
اليوم وليس غدا كنت سأقول: ماذا لو أدارت مصر ظهرها للجزائر وفتحت معبر رفح وأسكتت كل العالم لتحيا فلسطين؟!
المصدر :زهير بن مختار (سكيكدة)
0 التعليقات:
إرسال تعليق