الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

''قالولي بتحبّ مصر قلت مش عارف''

لقد استوقفني الكثير من العبارات والتصريحات عقب انتهاء مباراة مصر والجزائر ، وما صرح به كل من إعلام الطرفين. ولكن بحكم المتابعة الدائمة للإعلام المصري، لاحظت أن الإخوة المصريين يتحدّثون من منطلق أنهم كبار العرب وهم الذين يحملون همّ الأمة بأكملها. ويصرح أبو الغيظ وزير خارجية مصر بأن مصر كبيرة، لتبرز أصوات تقول إنهم ليسوا بحاجة لهذا اللقب الآن لأنهم أهينوا بسببه- حسب تعبيرهم- ولكني هنا أتساءل عن الدور المصري وأين هو الآن مما يحدث بالقدس الشريف من تهويد وهدم لبيوت أهلها؟ أين الثمانون مليون مما يحصل بالقدس؟ هل خرجت مظاهرة واحدة لنصرة القدس؟ أعتقد لا. وإن خرجت فهي لا تتجاوز المئات من الثمانين مليون، ناهيك عن غياب الموقف الرسمي المصري. ولكن هنا لا بد من أن نستذكر الدور المصري البطولي قبيل الحرب على غزة. فمن مصر أطلقت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني طبول الحرب على قطاع غزة بمؤتمر صحفي مع الوزير العربي الكبير أحمد أبو الغيظ، وأعلنت الحرب على غزة من قاهرة المعتز دون أن يبدي أبو الغيظ اعتراضا واحدا على هذه التصريحات، لتبدأ بعدها بيوم واحد الحرب القاتلة على قطاع غزة وبمباركة مصرية، والكل عوّل على موقف مصري ينصر أهل القطاع بما أن مصر هي الجار الأقرب لغزة، وهي التي تتغنى دائما بأنها قلب العالم العربي وهي مظلته.
وبالفعل وجدنا موقفا مصريا هزيلا على المستوى الرسمي والشعبي، مع خالص احترامي للشعب المصري الشقيق، كنا نتوقع بأن تخرج الجماهير المصرية بالملايين لنصرة غزة ولكنهم خرجوا بالمئات. أما الموقف الرسمي فلم يكن أكثـر شجاعة، فكان معبر الموت التي تغلقه مصر على الفلسطينيين والذي تسبب في وفاة المئات من المرضى الذين لم يتمكنوا من السفر للعلاج بالخارج، وهذا المعبر كفيل برفع الحصار عن غزة لو فتح، لكننا لم نطلب بأن يفتح لإدخال المقاتلين العرب أو إرسال أسلحة، كنا نأمل بأن يفتح لإدخال الأدوية وسفر الجرحى. وهنا أعلنت مصر وعلى خجل أنها ستعمل على استقبال كل الجرحى الفلسطينيين جراء الحرب على القطاع ومعالجتهم في المستشفيات المصرية، والكل سعد بهذا القرار لأن غزة لا إمكانيات طبية لديها لمواجهة مثل هذا العدوان. وبالفعل بدأ الجرحى بالتوجه إلى المعبر للسفر، وإذ بالأمن المصري يسمح لجريح بالدخول ويمنع عشرة آخرين، ناهيك عن منع المتضامنين والقوافل من الدخول لقطاع غزة ومحاربة الأنفاق التي تعتبر شريان الحياة للغزاويين.
هنا أتساءل عن الدور المصري في الوطن العربي وهنا أؤكد أنه منعدم إلا في حالات قليلة، إذ يكون دور مصري في قضايا تعود بالفائدة على مصر نفسها، أي أن مصر تحابي مصالحها ولا تأبه بغير مصالحها .
لكن الشعب المصري يكون شعبا حرا وقيادة شجاعة لمحاربة الجزائر الشقيق بسبب فوز بلعبة كرة قدم، ليبدأ الإعلام المصري بحرب إعلامية لو أعلنت أثناء الحرب على غزة لأوقفت إسرائيل عدوانها. أين هذا الإعلام من الحرب على غزة ومما يحصل في القدس؟ لماذا لم يسخّر هذا الإعلام للدفاع عن قضية الأمة المركزية فلسطين. وهنا أقول عيب على مصر ما تفعله، عيب على أرض الكنانة وقاهرة المعتز، يجب عليهم أن يخمدوا هذا الإعلام المأجور عن سب وشتم بلد المليون شهيد بلد الأحرار، وأن يوجّه هذا الإعلام بوصلة للدفاع عن القدس وقضيتها. وأخيرا على مصر وقيادتها وإعلامها أن يعلم أن مصر بنظر العرب ليست بمصر السادات وعبد الناصر، بل هي مصر المحاصرة لغزة والمحابية لمصالحها ولو كان على دماء شهداء الشعب الفلسطيني وتجويعهم .
مبارك لبلد المليون شهيد فوزها، مع خالص الدعاء لكم من أهالي قطاع غزة المحاصرة والمجوّع أهلها والمحاربون من ذوي القربى.
المصدر :بقلم محمد عاشور بقطاع غزة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن