السبت، 12 ديسمبر 2009

عيدهم .. " مبارك "

قد لا تصدقون ولكنها الحقيقة.. الإذاعة المصرية في أحد برامجها قدّمت صباح أمس الجمعة تهاني العيد للشعب الجزائري، واستثنت من أسمتهم بالشرذمة التي سافرت إلى الخرطوم..


  • تصوّروا حتى تباريك العيد لا تقال إلا بأمر فوقي، مما يعني أن تباريك المواسم الماضية ما كانت لتكون إلا بأمر "كن"، و"الرجوع إلى الأصل لم يكن فضيلة" هذه المرة من وجوه مسحت في ظرف عشرين يوما كل أقنعة التجميل التي استعملت فيها لعدّة سنوات مساحيق "الشقيق والأخ والحبيب" التي كانت "تقذفنا" بها، قبل أن تظهر بصورتها الحقيقية البشعة، والتي زادت بشاعة الآن عندما نزعت القناع الثاني مرة أخرى ظنا منها أنها عادت إلى أصلها وهي تذكرنا بحكاية الأخت الكبرى التي كانت في حالة غضب بسبب شغب الطفل الصغير لتعود إلى تسامحها ودورها الريادي الذي هو قدرها منذ الأزل.
  • الأمر الفوقي الذي بلغ دكاكين الفتنة التي لا تتحرّك إلا تحت "كن" لـ"تكون" إما بالكلمة الطيبة أو الخبيثة، جعل من الصحافة تنتقل من مهنة المتاعب إلى مهنة النفاق في عزّ الصراع الدائر حاليا للفوز بمنصب نقيب الصحافيين المصريين.. ولسنا ندري كيف يقتنع إعلامي أو فنان أو رياضي بأن منافسه أو عدّوه إرهابي وحقير ولقيط ثم يعود ليقول له في اليوم الموالي أنه شقيق وأخ، ويجمعه به التاريخ والمصير، ولسنا ندري كيف تتجرّأ قناة لتقول لكل الشعوب "عيدكم مبارك" وتستثني شعبا بأكمله ثم تعود بعد ثلاثة أسابيع لتقدم له التهاني، ظنا منها أن الطرف الثاني يحمل ذات الكروموزومات التي تجعله ينسى كما تنسى هي ما قالته منذ حين، وتجعله يسامح على إهانات لم تصله في تاريخه من أشد الناس عداوة للعرب وللمسلمين وللإنسان، صحيح أن الجزائريين كانوا منشغلين بالأفراح، وصحيح أنهم الآن منشغلون بالجدار التحتي الذي يريد المصريون إنشاءه تحت الأرض لسد وصول الأوكسجين إلى أبناء غزة، لكن الصحيح أيضا أنه لا يمكنه أن ينسى ما طاله وسينتقل الآن من رد الفعل "المعنوي" إلى الفعل "المعنوي" وهو أخطر ما يميّز العلاقات بين الشعوب.. هم "قالوا" ونحن "سمعنا" و"فهمنا" كل الرسائل وانتهى الأمر وكل ما يقال الآن من عودة " إلى الأصل " مجرّد رذيلة وليس فضيلة كما يظنه أصحاب الدكاكين الذين كانت لهم صلاحية فتح الكتاب الوسخ ولن تكون لهم صلاحية غلقه !
  • عبد الناصر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن