السبت، 12 ديسمبر 2009

ببغاوات وفرافوز يحركها حرس مبارك

لم تكن الهجمة الشرسة الأخيرة التي تعرضت لها جزائر الشموخ، من سب وشتم وقذف بذيء ووصف بأقبح الأوصاف.. تلك الحملة والهجمة الهمجية التي قادتها ترسانة إعلامية كل ما نعرفه عنها أنها أداة ملجومة تتنفس بالنفخ وتتكلم بلهجة الببغاوات، تحركها أيد من وراء الستار، الشخوص فيها لا تعدو أن تكون مجرد عرائس ''الفرافوزا'' مجردة من كل مواصفات البشرية بل والحيوانية حتى، وبذلك فهي أشياء جامدة، ذلك ما سهل التحكم فيها وتوجيهها وفق الرغبات الشخصية المغرضة الدنيئة.
لكن من جهتنا وبحكم تفهمنا ووعينا التام لما آلت إليه وتوقعاتنا لمثل هذه الأشياء أو الوسائل القديمة، لم نبد لها أي اهتمام أو لوم، فلا لومة لائم على من لا دم فيه، لأنها وبالنهاية إلى الزبالة لا محالة، لكن ستبقى لعنة التاريخ تلاحق الواقفين وراء الحملة أو ممن يجري ذلك على مرأى منهم من صناع القرار وماسكي اللجام في هرم السلطة الحاكمة، إذ تدل كل الدلائل على أنهم يقفون بل ويغذون هذه الحملة الشرسة ضد جزائر الشموخ.
علمت من صديق بأن من المشاكل العويصة والمحرجة التي يواجهها الحكام وكبار المسؤولين في العالم الثالث، هي تلك المتعلقة بمصير أبنائهم وحتى أحفادهم بعد تخرجهم من المدارس وهم حاملين لتلك الشهادات العليا الفخرية، لكن وإن علت وزاد وزنها فهي في حقيقتها خاوية أو جوفاء بل ومجردة حتى من الأخلاق، فهي لا تعدو أن تكون مجرد ورقة من الورق ''المقوى'' المزخرف لا تغني من جوع، بها هم غير أكفاء والاختصاص المدون عليها، ذلك ما يجعل أولياء أمورهم ''الحكام وكبار المسؤولين'' يفكرون بإقحام أبنائهم معتركات السياسة والمناصب المسؤولة على أن تكون مناسبة ولائقة بالمقام، وذلك هو المهم في كل الأحوال، فيصيرون بين عشية وضحاها من كبار ''الرويبضة''.. وهنا أقف وأقول ذلك هو حال ''صغيري السن'' عند حاكم أرض الكنانة الذي لا نشكك في ماضيه وتاريخه الثـري الحافل حقا، ويكفيه أنه طار ذات يوم وقصف وجود الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين المحتلة، باسم العرب والعروبة عندما كان طيارا، بل وقائد أسطول جوي، نعم لقد قاد بالأمس أسطوله الجوي وهو في عز شبابه وبدأ تاريخا حافلا بالإنجازات، لكن شاءت الأقدار أن يسلم لجام إعلامه اليوم لأبنائه من باب ''الدلع'' واللهو، رغم أهميته وحساسيته، بعدما لم يجد لهم مناصب لائقة، ولم يجدوا ما يشغلوا به أنفسهم وشعبهم غير المناسبات والفرص لترويض النفوس مخافة الانفجار الشعبي، فوجدوا في الرياضة ضالتهم لإبراز بطولاتهم والأفيون المناسب وكان من البديهي أن يعدوا ويخترعوا خطط حربية بديلة في حال خسارتهم وإقصاء فريقهم ''فريق الفداء'' المعول عليه أمام الفريق الجزائري الذي هزمهم فأصبحت بعد ذلك الجزائر عدوا يجب محاربته، وصورت على أنها العدو الأكبر ونيتهم هي إحداث الفوضى الخلاقة لتغطية الفشل، فأطلقوا لجام الإعلام ولم يكفهم الإعلام وحده بل تجاوزوه وقاموا بشراء الضمائر والذمم بل والمبادئ والأفكار، وحولوها إلى سوق ''نخاسة الفكر'' لبعض الشخصيات التي يفترض أنها كانت حرة واعتقدنا نحن خطأ أنها شريفة تقاوم لا تساوم، ويؤسفني جدا هنا أن أجد نفسي أذكر من بينها المجند الكبير القومي والعروبي مصطفى بكري الذي أقحم في لعبة الصغار، ولا ندري كيف كان ذلك، لكن وجوده داخل هذه المعركة كان دليلا قاطعا على أن هناك خطة خفية تديرها جهات معينة تريد عزل مصر وفسخها عن عروبتها. ويبدو أن الأستاذ مصطفى بكري، وكم تمنيت لو يكون قد أقحم عن غير دراية لكن كلامه كان جد خطير حيث قال في إحدى العبارات وبالحرف الواحد ''لم يبق في الجزائر أي قومي أو عروبي وهذا الجيل لا يمت للعروبة والقومية بأي صلة''.
هكذا قال الأستاذ مصطفى بكري جازما، فمن أين لك بهذا يا أستاذ؟ لا، بل أي انقلاب انقلبت؟ سؤالي الواحد والوحيد إذا كان الأمر كذلك يا أستاذ مصطفى فهل هكذا يعالج الأمر؟ وهل تخليت عن رسالتك النضالية لأجل الأمة أو أنها انتهت تنتظر التجديد؟ وما هو دورك كقومي وعروبي في هذه الحالة حين يتعفن الجرح؟ أم أن دورك انتهى نهائيا مع احتلال العراق واستشهاد صدام حسين وطه ياسين رمضان؟ وبلغت درجة من الثـراء. صراحة لا أريد أن أتقدم إلى الأمام للخوض والكشف عن الكثير من الأمور أو أذكرك وربما أعلمك بعضا من مبادئ القومية، لكن عيب لأني وبكل بساطة من الجيل الذي تنكرت له وعيب يا شيخ العروبة أن تلعب مع الفروخ. فأرجوا أن تنتبه لذلك وإلا فعقدك مفسوخ، وأنا لا أقول ذلك من العدم أو اتهمك جهلا وجاهلا لك، بل لأني أعرف أن من أقحمك يريد أن يفرغ مصر من كل ما هو قومي عروبي ويقول هذا ما لدينا من بقايا القومية ورموزها في أرض الكنانة، ها هو يتبرأ منكم ومنها، وكما جزمت أنت يا أستاذي الفاضل بعدم ''قوميتنا وعروبتنا'' أجزم لك أنا بأن الأمر جد خطير وأكثـر وأكبر من مباراة كرة قدم، واعلم وصدقني يا أستاذي أني ومن مقامي ومقالي هذا مررت مرور الكرام على الحادثة التي وقع فيها شقيق عزيز سهوا، وإن كانت خطيرة، إلا أني لا أتمنى أن أعود للخوض فيها لأني قد أقول الكثير المثير، فتقبل تحيات قومي صغير من جيل البلطجية لا يطلب العلا والمعالي على حساب أمته ولا يجري وراء علاء وأقرانه.
المصدر :خليفة فهيم الجزائري

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن