الأحد، 23 مايو 2010

السياسة والتكوير.. والتدوير!

عشية انعقاد القمة العربية في بيروت سألت وزير خارجية الجزائر الدكتور محمد بجاوي عما إذا كان راضيا عن وضع الجزائر في الجامعة العربية.. والحال أن المصريين والسعوديين يجتمعون في شرم الشيخ تحت نظر الموساد لوضع جدول أعمال هذه القمة ثم تدعى بقية العرب ومنهم الجزائر للمصادقة على ما يقرر في شرم الشيخ باسم العرب عبر مصر والسعودية وإسرائيل؟!
وأجابني الوزير بجاوي وقتها بأن الجزائر غير راضية! فقلت له: لماذا إذًا لا تتخذ الجزائر الموقف المناسب؟! فقال لي: وما هو الموقف المناسب الذي ترى أنه يتعين على الجزائر اتخاذه؟ فقلت له: الانسحاب من هذه الجامعة التي لم يعد لنا فيها أي دور!؟ فقال لي الوزير بجاوي: قد لا يكون هذا هو الحل المناسب لما طرحته! على الأقل في الوقت الحاضر!

وبعد ذلك بأعوام جاء دور الجزائر في استقبال القمة العربية وكان بلخادم وزيرا للخارجية.. وثار جدل حول هيمنة مصر علي الجامعة العربية.. وظهرت حكاية التدوير بدل الانسحاب! والتف المصريون مرة أخرى على هذا المطلب الذي تحول إلى إصلاح للفساد في جامعة المتقاعدين المصريين من وزارة الخارجية!
وقال لي وزير خارجية دولة مغاربية عليم بالشأن المصري قبل 10 سنوات: إن مصر لا تقبل أن تحشر الجزائر أنفها في النزاع الإثيوبي الإيرتري علي خلفية الوساطة الجزائرية لحل هذا النزاع.. والذي لعب فيه بوتفليقة وأويحيى الدور الرئيسي! وقال هذا المسؤول: إن هذا النزاع العسكري أشعلته إسرائيل لتعطي لمصر دورًا ما في إخماده لأنه يقع عند منبع النيل.. فلماذا تحشر الجزائر أنفها فيه؟! وأردف بأن أسرائيل تريد أن تأخذ بعض المياه من مصب النيل لسقي صحراء النقب مقابل "قرشين" لمصر! وبذلك تصبح إسرائيل من دول المصب وبصفتها هذه تساعد مصر في السيطرة على منابع النيل! فلماذا تفسد الجزائر ما تخطط له مصر وإسرائيل؟! وتنسيق مصر مع إسرائيل في هذا الأمر لا يرقى إليه حتى تنسيقها مع أمريكا والرياض.. ولم أفهم قول وزير خارجية الدولة المغاربية هذا إلا عندما رأيت كيف همّش الرئيس مبارك الرئيس بوتفليقة في لقاء مجموعة الـ15 الذي عقد في القاهرة! وكيف عمل مبارك على أن لا يسمح لبوتفليقة بالحديث حتى في الندوة الصحفية التي عقدت بعد الأشغال! على خلفية حشر الأنف في إثيوبيا!

وعندما قال المرحوم نزار قباني: "إن السادات ملك الأهرام وحول مجرى النيل" لم يكن ذلك شعرًا بل كان سياسة! وعندما تهدد الصحافة المصرية دول المنبع باستعمال السلاح فذاك يعني أن محور تل أبيب - القاهرة يعتبر إسرائيل أيضا ضمن دول المصب وستأخذ إسرائيل مياه النيل مثلما أخذت غاز سيناء! عاجلا أو آجلا! وستبارك الجامعة العربية المدورة أو المكورة هذا المسعى بعد اجتماع في شرم الشيخ بدون العرب طبعا كما جرت العادة!
­سعد بوعقبة - الفجر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن