الأحد، 23 مايو 2010

عصرة للذيب ...

”عصرة للذيب خير من قتله”، يقول المثل الشعبي، والمثل ينطبق على القرار الذي أصدرته ”الفيفا” أمس في حق مصر، التي أصدرت ضدها عقوبة بدفع غرامة واللعب مقابلتين خارج ملعب القاهرة.
صحيح أننا كنا نريد عقوبة أكثر صرامة مع مصر، بل مع زاهر نفسه، الذي كان وراء إهانة الفريق الجزائري وليس ضد الفريق المصري الذي لم يصدر منه أي تصرف يستحق الإدانة بشأنه، لكن لابأس، فالإدانة إدانة، حتى ولو كانت بالدينار الرمزي، مثلما قال روراوة أمس معلقا على العقوبة، والعقوبة يعني اعتراف ”الفيفا” بالاعتداء على الفريق الجزائري وبأنه اعتداء حقيقي، وأن الفريق الجزائري لم ”يعور” نفسه حسب ادعاء زاهر والإعلام المصري، وأن الدم الذي سال هو دم حليش وليس ”كيتشاب”، مثلما ادعت دكاكين الفتنة ..
وهكذا انتصر روراوة  في افتكاك عقوبة ضد مصر، عندما أقرت الفيفا بأن ادعاءات مصر بشأن أحداث أم درمان غير مؤسسة، وهي حقا غير مؤسسة، لأن الملف الذي قدمه زاهر إلى الفيفا ضد الجزائر لا يحتوي إلا على علبة مصبرات  تحمل عبارة ”وجبة محارب” كدليل على أن الجزائر استعانت بالجيش في أم درمان، لأنها نقلت مؤونة عسكرية للمناصرين.

وفشل التمثيل المصري والأدوار التمثيلية التي لعبها من نعتقد عن غباء أنهم فنانون، بعد واقعة أم درمان، وإن كان العالم في الحقيقة لم ينتظر حكم  ”الفيفا” ليحكم على هؤلاء المهرجين  بالفشل وبالرياء والنفاق، الذي كشفت صور اليوتوب مدى تفاهتهم..
لكن تبقى أهم عقوبة للمصريين هي الحرمان من المشاركة في المونديال، التي أرادتها مصر بأي ثمن ”علشان أنها الدولة المحورية” و ”أم الدنيا ببلاش”.

والدرس الذي على الإخوان المصريين استيعابه من وراء كل هذا، هو وجوب احترام الضيف أولا، وثانيا ترك اللعبة في إطارها الرياضي كوسيلة تسلية وترفيه، لا أن تستعمل كوسيلة حكم وطريق لتعبيد الجلوس على كرسي الحكم، أن تكون وسيلة للتقارب وترقية العلاقات بين الناس، لا وسيلة للاستعلاء وإهانة الشعوب الأخرى.

ثم إن العقوبة، حتى وإن كانت مرضية، حسب تعبير زاهر، فهي عقوبة، أنصفت الجزائريين الذين أحسوا بالإهانة والمرارة منذ أحداث الاعتداء على حافلة الخضر في مصر. 

حدة حزام - الفجر

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن