السبت، 12 ديسمبر 2009

مصر الكنانة من دريم لاند إلى فاصل حجازي

انطلاقا من فكرة أهل مكة أدرى بشعابها، لجأت مثل باقي المهتمين لمحاولة فهم واستيعاب ما يمكن أن يكون فعلا هو السبب الحقيقي أو أحد أسباب الأزمة التي نشبت بين مصر والجزائر على خلفية تداعيات مقابلة كرة القدم الأخيرة.
لأن المشكلة وقعت في بيئة عربية مشكوك في صحتها من البداية إلى النهاية كما يدل على ذلك عمود الدكتور سعد الدين ابراهيم ''مُباراة كُرة.. وثلاث دول فاشلة فهي خسارة لشعبين في محاولة منه تخفيف جراح وآهات سيدة مغربية حاولت تخفيف لوعة زوجها المصري فى أعقاب مُباراة مصر والجزائر، وما صاحبها من مشاهد عُنف قبيحة''. ولعله لم يكن مخطئا عندما أعطاها المسكن الذي ينسي محنة هذا الزوج المسكين حين يقول ''إن مصر والجزائر متعادلتان في درجة الفساد فقد تقاسمتا المركز 111، بين المائة والثمانين دولة، التي شملها تقرير مُنظمة الشفافية...''.
والظاهر أن الأزمة في نظر الدكتور حمدي صالح بين الجزائر ومصر تطورت إلى أزمة دبلوماسية ومجتمعية وكشفت عن مخزون من الغضب والإحباط لدى شريحة عمرية من الشعبين المصري والجزائرى (الشباب).
وبالمقابل يعيد الدكتور وسيم السيسي أسباب الأزمة إلى أسباب حضارية بعنوانه ''ثقافة النهر وثقافة الرمل'' من كون الصدام طبيعي بقوله ''هل رأيتم شارعًا في فرنسا باسم هتلر؟ ونحن.. شوارع وميادين.. مرة باسم قمبيز.. المحتل الفارسي، ومرة باسم صلاح الدين الذي قتل 165 ألف من المصريين، ومرة باسم المأمون الذي قتل من مصر آلافًا بالمئات وأحرق قرى بالمئات، وكان ذلك في ثورة البشموريين من الأقباط والمسلمين! ومستطردا ''كيف تعيش مصر تحت الاحتلال الغربي حتى الآن؟ نحن مهزومون لأننا نسينا تاريخنا وقوميتنا.. وهويتنا!''.
نحن فقراء.. جهلة.. مهزومون.. بسبب المشروع الوهمي العروبي الناصري.. ضاعت ثروتنا على العرب، وضاع مستقبلنا بسبب العرب، ضاع منا مائة ألف شهيد.. ومائة مليار جنيه في حروب.. دفاعًا عن أناس لا يكنون لنا ذرة من الحب أو الاحترام، ويعايروننا بالعشوائيات وسكان القبور..
ثقافة الرمل قامت على الغزو والاعتداء والاغتصاب.. اغتصاب حقوق وأوطان الآخرين.. وثقافة النهر.. قامت على الحب والدفاع عن حقوق الآخرين! لو أغلقنا على أنفسنا الباب كما فعلت الصين واتجهنا للإصلاح الداخلي ومحاربة الفساد من نهب وسرقة وغياب سيادة القانون، لأصبحت مصر.. كما قال عنها نابليون بونابرت: قل لي من يحكم مصر أقل لك من يحكم العالم!.
من منبر الرأي في نفس الجريدة يأتي تعليق مصطفى فتحي قائلا: ''لا داعي للتأسف يا دكتور على عدم إدانة العرب لما يسمى اعتداء المناصرين الجزائريين على الفنانين المصريين لأنه ببساطة لا أساس له من الصحة. فيه ملاسنات وفيه تحرشات، لكن الجزائريين لم يعتدوا على المصريين. والحقيقة أن المصريين من عصابة آل مبارك حاولوا شراء ذمم بعض السودانيين لكي يندسوا وسط الجمهور الجزائري على أنهم مناصرون للفريق الجزائري، ثم بعد ذلك يقومون باقتحام الملعب حتى تعاقب الفيفا الفريق الجزائري بحرمانه من التأهل.. ثم ألستم أنتم من اعتدى أولا على الفريق الجزائري فور وصوله إلى القاهرة؟ ثم تقولون بعد ذلك إنها مسرحية من نسج الفريق الجزائري وإن اللاعبين هم من عوّروا أنفسهم !! هل هذا كلام يصدقه عاقل؟؟ لقد تماديتم في الكذب حتى أصبحتم تصدقون كذبكم يا دكتور.. لقد انكشفتم على حقيقتكم بأنكم أمة عنصرية قتلها الاستعلاء والتعالي والتكبر''.
وقال الدكتور حاتم عطا ''لا يجب أن نتوارى خلف الأهرام الثلاثة للفراعنة والتي أشك بل أؤكد أن شباب الجيل الحالي مجتمعون والذين فشلوا في بناء مساكن شعبية أو حتى إيواء لهم يستطيعوا بناء الهرم الرابع'' ويجزم أسامة هيكل في حديث مذيع مثير ''أستطيع القول إن الجزائر هزمت مصر 1/صفر سياسياً وإعلامياً تماماً كما هزمتها كروياً.. وإنها تمكنت من النيل من كرامة المصريين بعد أن صورها الإعلام المصري بجناحيه الحكومي والخاص على أنها معركة تتعلق بالكرامة، قالها أسامة هيكل''.
وبعيدا عن العاطفة والأحلام في المسألة يرى الدكتور أسامة ''إن العلاقات بين الدول يحكمها السياسة والاقتصاد وليس الأهواء ـ واحترام الشعوب لبعضها يحكمه قواعد أهمها أن تكون هذه الشعوب محترمة أولا داخل أوطانها ـ وبأن تمتلك هذه الأوطان أوراق قوة سياسية واقتصادية تلوح بها للدول الأخرى ـ يعني باختصار الموضوع تحكمه معايير مادية ولا تدخل فيه العاطفة وإلا فسد وتاه وتهنا معه''.
المصدر :جمال محمدي ( وهران)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جزائري أنا .. أنا جزائري © 2008 | تصميم وتطوير حسن