لن أتعرض هنا إلى مصر، ولا إلى حضارة مصر وتاريخها العظيم، وإنما سأتوجه مباشرة إلى الغندور المصري ومن على شاكلته أمثال مصطفى عبده، وابراهيم حجازي، وعمرو أديب، ومصطفى الفقيد وأحمد شوبير، وإيهاب الخولي... الخ.. هؤلاء الذين نفخوا في ضمير الـ(نحن) حتى انفجر عليهم كلاما بذيئا سخيفا منحطا يتعارض كل التعارض مع قيم أية حضارة، ومع قيم حضارة مصر أساسا.
إن ما نعرفه عن الحضارة أنها تفتّح على الآخر، وليس تقوقعا على الذات واستعداد لمحاورة الآخر، لا للعمل على نفيه وإلغائه.
والحضارة أيها الغندوريون تنجب عقولا مبدعة ومنتجة وبناءة في دنيا العلوم ودنيا الفنون. ودنيا القيم السامية ولا تلد غرائز
متوحشة تنفث سما وسبا وشتما، ووصفا للآخر بأقبح الصفات وأدنى الأوصاف. لا لشيء إلا لأنه حقق انتصارا في فن من فنون دنيا الإنسان هو فن الرياضة. وبدل أن تتدارسوا فيما بينكم هذا الانتصار بعقلانية وبحكمة، وتبحثوا في أسباب انهزام فريقكم وتتجندوا للبحث عما يخرج منتظمكم الرياضي من مأزقه، اتجهتم وبسرعة فائقة نحو تغييب العقل المشيد للحضارات، وإبراز غرائزكم المتوحشة مكشرين عن أنيابكم التي راحت تنهش إخوانا لكم في الدين وفي اللغة، وفي التاريخ فيصف أحدكم الشعب الجزائري ككل بأنه شعب لقيط، ويتطاول على شهدائنا المقدسين الأحياء عند ربهم فيدعوهم بـ:الجزم، وينحط آخر إلى أدنى من الحيوان فيطلق على أبنائنا بأنهم كلاب بنو كلاب، ويدعو آخرون إلى ذبح ونحر أفراد جاليتنا الذين هم ضيوف عندكم يفيدون ويستفدون، وراح البعض منكم يصفون أنصار فريقنا البطل بأنهم لصوص، وخريجو سجون، وبلطجية ومدمنون، وسفاحو...الخ. وأفتى أحد أئمتكم بأننا خرجنا من الإسلام ليقبض ثمن فتواه، مع ادعائه الانتساب إلى جامع الأزهر فيدنسه دون حياء.
ويدعي آخرون بجهالة بأن شعبنا مركب من برابرة لا حضارة لهم ولا انتماء للعروبة ومن فرانكفونيين سلبتهم الحضارة الغربية، كاشفين عن جهلكم التام بهذا الشعب الحر بأمازيغيته، وبتفتحه على العالم وعلى الحضارات الأخرى، وتماسك عناصره ومكوناته المتمثلة في الأمازيغ الذين عربهم الإسلام، والعرب الهلاليين النازحين من الصعيد، والأدارسة الأشراف الذين هم من آل البيت.
لقد أبنتم بتهجمكم على الجزائر -جزائر الشهداء والأبطال والأمجاد- بأنكم أميون ثقافيا، وأن نفوسكم مريضة أصابتها روح الاستعلاء بوبائها، وهيمنت عليها الدوافع الغرائزية المنحطة المعبرة عن الوحش الكامن فيكم، الوحش الذي أعدم في نفوسكم القيم السامية وشحنها بالحقد والحسد والبغضاء، فراحت تنفث سموما وتنطق سبا وشتما، وتشحن جماهيركم بالحقد على الجزائر وتحرضهم على ترهيب أفراد جاليتنا، وقتلهم أو طردهم من بلدكم، ولم ترحموا حتى طلبة العلم، وتدعون أنكم أهل حضارة.
إنكم بذلك تكشفون للعالم ومن خلال قنواتكم التي أعلنت حربا كلامية شرسة على إخوان لكم في الدين واللغة والتاريخ، عن كل ما نسبتموه إلينا من صفات ذميمة منحطة، هي صفات راسخة فيكم كامنة في نفوسكم، وبجهل منكم بها لجأتم إلى إسقاطها علينا متوهمين استبعادها عن نفوسكم وهي مريضة بها، يشهد على ذلك أن كل ما وصلنا من قنواتكم وأنتم (تترافسون) حول موائدها البيزنطية، إنما هو نفث للسموم، وشحن للغرائز المنحطة، وكذب وافتراء على الجزائر وحقد دفين على شعبها وثقافتنا وأمجادها، ولم نلمس في جدالكم ذاك لا عقلانية ولا تحليلات موضوعية، وكل ما سمعناه منكم ليس سوى نزوات وانفعالات لا غير سوية، وشوفينية وعجرفة ونفخ لا مبرر له لضمير الـ(نحن) لديكم، إنكم بحصصكم تلك تدنسون حضارة مصر وتعزلون أنفسكم عن المدنية.
المصدر :ابن النوي أحمد
إن ما نعرفه عن الحضارة أنها تفتّح على الآخر، وليس تقوقعا على الذات واستعداد لمحاورة الآخر، لا للعمل على نفيه وإلغائه.
والحضارة أيها الغندوريون تنجب عقولا مبدعة ومنتجة وبناءة في دنيا العلوم ودنيا الفنون. ودنيا القيم السامية ولا تلد غرائز
متوحشة تنفث سما وسبا وشتما، ووصفا للآخر بأقبح الصفات وأدنى الأوصاف. لا لشيء إلا لأنه حقق انتصارا في فن من فنون دنيا الإنسان هو فن الرياضة. وبدل أن تتدارسوا فيما بينكم هذا الانتصار بعقلانية وبحكمة، وتبحثوا في أسباب انهزام فريقكم وتتجندوا للبحث عما يخرج منتظمكم الرياضي من مأزقه، اتجهتم وبسرعة فائقة نحو تغييب العقل المشيد للحضارات، وإبراز غرائزكم المتوحشة مكشرين عن أنيابكم التي راحت تنهش إخوانا لكم في الدين وفي اللغة، وفي التاريخ فيصف أحدكم الشعب الجزائري ككل بأنه شعب لقيط، ويتطاول على شهدائنا المقدسين الأحياء عند ربهم فيدعوهم بـ:الجزم، وينحط آخر إلى أدنى من الحيوان فيطلق على أبنائنا بأنهم كلاب بنو كلاب، ويدعو آخرون إلى ذبح ونحر أفراد جاليتنا الذين هم ضيوف عندكم يفيدون ويستفدون، وراح البعض منكم يصفون أنصار فريقنا البطل بأنهم لصوص، وخريجو سجون، وبلطجية ومدمنون، وسفاحو...الخ. وأفتى أحد أئمتكم بأننا خرجنا من الإسلام ليقبض ثمن فتواه، مع ادعائه الانتساب إلى جامع الأزهر فيدنسه دون حياء.
ويدعي آخرون بجهالة بأن شعبنا مركب من برابرة لا حضارة لهم ولا انتماء للعروبة ومن فرانكفونيين سلبتهم الحضارة الغربية، كاشفين عن جهلكم التام بهذا الشعب الحر بأمازيغيته، وبتفتحه على العالم وعلى الحضارات الأخرى، وتماسك عناصره ومكوناته المتمثلة في الأمازيغ الذين عربهم الإسلام، والعرب الهلاليين النازحين من الصعيد، والأدارسة الأشراف الذين هم من آل البيت.
لقد أبنتم بتهجمكم على الجزائر -جزائر الشهداء والأبطال والأمجاد- بأنكم أميون ثقافيا، وأن نفوسكم مريضة أصابتها روح الاستعلاء بوبائها، وهيمنت عليها الدوافع الغرائزية المنحطة المعبرة عن الوحش الكامن فيكم، الوحش الذي أعدم في نفوسكم القيم السامية وشحنها بالحقد والحسد والبغضاء، فراحت تنفث سموما وتنطق سبا وشتما، وتشحن جماهيركم بالحقد على الجزائر وتحرضهم على ترهيب أفراد جاليتنا، وقتلهم أو طردهم من بلدكم، ولم ترحموا حتى طلبة العلم، وتدعون أنكم أهل حضارة.
إنكم بذلك تكشفون للعالم ومن خلال قنواتكم التي أعلنت حربا كلامية شرسة على إخوان لكم في الدين واللغة والتاريخ، عن كل ما نسبتموه إلينا من صفات ذميمة منحطة، هي صفات راسخة فيكم كامنة في نفوسكم، وبجهل منكم بها لجأتم إلى إسقاطها علينا متوهمين استبعادها عن نفوسكم وهي مريضة بها، يشهد على ذلك أن كل ما وصلنا من قنواتكم وأنتم (تترافسون) حول موائدها البيزنطية، إنما هو نفث للسموم، وشحن للغرائز المنحطة، وكذب وافتراء على الجزائر وحقد دفين على شعبها وثقافتنا وأمجادها، ولم نلمس في جدالكم ذاك لا عقلانية ولا تحليلات موضوعية، وكل ما سمعناه منكم ليس سوى نزوات وانفعالات لا غير سوية، وشوفينية وعجرفة ونفخ لا مبرر له لضمير الـ(نحن) لديكم، إنكم بحصصكم تلك تدنسون حضارة مصر وتعزلون أنفسكم عن المدنية.
المصدر :ابن النوي أحمد
0 التعليقات:
إرسال تعليق